لا نريد الدوران في فلك الشعارات، إنما رصد وقائع العطاء النسوي، إذ شكل العنصر النسوي في كلية دجلة أساسا وليس رديفا؛ بين تدريسيات متميزات، وباحثات أثبتن جدارتهن في ميدان البحث، وموظفات حملن أعباءً كبيرة في ظل ظرف بات الحديث عن صعوبته مكرورا. لذا حين نحتفل بعيد المرأة لا نرفع شعارا مجردا غايته مشاركة الركب ومتابعة القطيع، بل المرأة في دجلة فيض عطاء حقيقي. فإذا ما توجهنا صوب طالباتنا اللواتي شكّلن أكثر من نصف عدد الطلبة فستكتمل صورة العطاء، وثمرة الوجود الفاعل. إذ لا وجود لدجلة من دون مشاركتهن، ولا يمكن لنا بناء ما بنيناه وتحيقيق ما حققناه بمعزل عن هذه المشاركة.
باسم دجلة نتوجه نحو المرأة العراقية عموما بتحايا إجلال وتقدير. لقد كنّ الطليعة في مجتمع أبوي قاده الرجل لقرون، وهذا أمر يؤكد عظمة ما حققته المرأة من منجز في وقت قياسي، إذا ما قورن بتاريخنا الطويل. يكفينا أنها تتصدر باحثينا مثلما تتصدر في التدريس…
عيد مجيد أيتها المجيدة المعطاء… وكل عام وأنت نبع وجودٍ ومصدر إثراءٍ لنا جميعا…
أنت دجلة انت دجلة والآخرون حمائم يلوذون بك… دمت ملاذا… دمت ملاذا.
أ.د. سعيد عبد الهادي المرهج