اقام قسم اللغة العربية احتفالاً بمناسبة (اليوم العالمي للغة العربية)المصادف18/12/2021

الذي اثر بموجبه اعتماد اللغة العربية لغة سادسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة

وتخلل الحفل فعاليات خاصة بلغة الضاد والقيت قصائد شعرية بهذه المناسبة وقدمت جميع الفقرات من طلبة قسم اللغة العربية و قسم الاعلام.

وقد افتتح الحفل بالنشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق.. ثم تليت آيات من الذكر الحكيم.. أعقبها كلمة السيد عميد الكلية الاستاذ الدكتور سعيد عبد الهادي المرهج… وهذا نصها

لغتنا هويتنا

الحضور الكريم طاب صباحكم…

بدءا علينا أن نعرف أن اعتماد اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والإسبانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي جاء بقرارها رقم 3190 في كانون الأول/ ديسمبر عام 1973 عُدّ اعترافا أمميا بأهمية اللغة العربية وبدورها في العالم المعاصر. هذا الإقرار توِّج في العام 2012، عندما تبنت منظمة اليونسكو أن يكون 18 كانون الأول/ ديسمبر يوما عالميا للعربية. بالدورة 190 للمجلس التنفيذي لهذه المنظمة، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم. وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كإحدى العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.

هذا من جهة السؤال عن هذا اليوم دون غيره.. أما عن لغتنا في بعدها الوجودي، فلا خلاف على كونها واحدةً من أعرق اللغات وأكثرها خصوبة؛ أعرق اللغات بتاريخ يتخطى الثمانية عشر قرنا، وأكثرها خصوبة بمعجم تجاوز االاثنتي عشرة مليون مفردة. وبمقارنتها باللغة الإنجليزية فإن عدد كلمات اللغة العربية يعادل 25 ضعفاً لعدد كلمات الإنجليزية التي تتكون من 600 ألف كلمة. فليس من لغة لها ما للعربية من تنوع وغنى، وإذا كان عدد من يتحث بها يقترب من الخمسمائة مليون، فإن عدد من يتعبد بها يتجاوز المليار…

كل هذا لا يجعلنا نتخطى الحديث عن أزمة تعيشها اللغة العربية في العصر الحالي، وأزمة اللغة في ابنائها لا في ذاتها؛ فمن ميل للعامية واللهجات المحلية وتوظيفها إعلاميا، ومن رطانة يتباهى البعض بها باللغة الانكليزية أو الفرنسية، ومن ثقافة فقيرة، إذ العرب اليوم من أفقر الأمم قراءة، ونتاجا ثقافيا، ومن سؤء بناء منهج وتمسك بمناهج دراسية عفى عليها الزمن، ومن غياب دور فاعل للحكومات العربية في رسم سياسة تربوية ثقافية تعيد للعربية بعضا من حضورها. كل هذه العوامل ساعدت على تراجع العربية في عقولنا، وقبله في القلوب… منذ أن أصبح الشعر الشعبي سيد المشهد الأدبي لا لقوة فيه بل لضعف في تداول الفصحى…

انكسارُ العربية انكسارُ ابنائها، فالعلة فينا وليست فيها، لقد كانت سيدة لغات العالم الوسيط بلا منازع حين كان العربُ سادة الفكر والثقافة… هذا ما علينا أن ندركه جيدا. تحدثك بلغة غير لغتك، أو دس كلمات أجنبية بين ثنايا لغتك الأم تعبير عن هزيمة، لا عن ثقافة، عن جهل لا عن وعي..

نأمل أن تكون لغتنا سيدة بنا…